أخطاء شائعة قد تؤدي إلى تعطل سيارتك… احذر تجاهلها
 |
| Common Mistakes That Lead to Car Breakdowns |
تتعرض السيارات لمجموعة كبيرة من الأعطال، لكن من المهم أن نعرف أن جزءاً كبيراً منها نحن من نكون السبب فيه دون أن نشعر. فهناك أعطال ناتجة عن سوء الاستخدام أو الإهمال، وأخرى ترتبط بعوامل خارجية كالمناخ أو جودة الطرق. وهنا يظهر الدور الحاسم للصيانة الدورية، فهي ليست مجرد إجراء روتيني، بل وسيلة فعّالة لتجنب المشاكل قبل تفاقمها.
من الخطأ أن ننتظر حتى تتطور المشكلة وتصبح معقدة ومكلفة، فكل تأخير في الإصلاح قد يعني فاتورة أكبر وجهداً أكثر. ولهذا ينصح خبراء السيارات دائماً بالتعامل السريع مع أي خلل، مهما بدا بسيطاً، فالعطل في بدايته يكون أسهل وأرخص إصلاحاً.
يشبه بعض المختصين حال السيارة بجسم الإنسان، إذ يكون العلاج في المراحل المبكرة أكثر نجاحاً، بينما يصبح الأمر أصعب مع مرور الوقت.
امتلاك سيارة قد يكون تجربة مريحة وممتعة، أو عبئاً مزعجاً، وذلك يعتمد على مدى اهتمامك بها. فإهمال الصيانة أو تأجيلها يجعل الأعطال تتراكم حتى تتحول القيادة إلى مصدر توتر مستمر. السيارة تحتاج إلى العناية والمراقبة المستمرة تماماً كما يحتاج الإنسان إلى الفحوص الدورية، فكل قطعة فيها لها عمر افتراضي، ومع زيادة المسافة المقطوعة، تزداد حاجتها للاهتمام والمتابعة.
الأسباب الرئيسية لحدوث العطل:
تجاهل ضوء فحص المحرك
الكثير من السائقين يقعون في خطأ شائع يتمثل في تجاهل ضوء فحص المحرك (Check Engine) عندما يضيء على لوحة القيادة. هذا التصرف قد يبدو بسيطاً، لكنه في الحقيقة قد يتسبب بأضرار كبيرة للمحرك ويؤدي إلى إصلاحات مكلفة لاحقاً. في بعض الأحيان، يكون هذا الضوء مجرد إشارة إلى خلل بسيط يمكن حله بسهولة، لكنه أيضاً قد يكون تحذيراً من مشكلة جدّية تمس أداء المحرك أو ترفع من استهلاك الوقود بشكل ملحوظ.
بحسب استطلاعات، حوالي 60% من السائقين أقرّوا بأنهم استمروا في قيادة سياراتهم لمدة تزيد عن سنتين بعد ظهور ضوء التحذير دون إجراء أي فحص إلكتروني لها. وهذا يعني أنهم استمروا في استهلاك كميات أكبر من الوقود وتجاهلوا مؤشراً كان بإمكانه أن ينقذهم من أعطال كبيرة. لذلك، لا تؤجل فحص سيارتك عندما يضيء هذا الضوء، فغالباً ما تكون المشكلة بسيطة وسريعة الحل إذا تم التعامل معها في وقتها.
عدم اتباع جدول الصيانة
كثير من السائقين يهملون الالتزام بجدول الصيانة الدورية الذي تحدده الشركة المصنعة للسيارة، معتقدين أن السيارة لا تحتاج للفحص طالما تعمل بشكل طبيعي. لكن الحقيقة أن كل جزء في السيارة له عمر محدد، ومع مرور الوقت تبدأ بعض المكونات بالتآكل أو الضعف، مما يؤثر تدريجياً على أداء المركبة.
إجراء الفحوصات المنتظمة واستبدال القطع في الوقت المناسب يساعد على الحفاظ على كفاءة السيارة ويطيل من عمرها الافتراضي. كما أن الصيانة الوقائية توفر عليك مبالغ كبيرة لاحقاً، لأنها تمنع الأعطال المفاجئة والإصلاحات المكلفة التي قد تظهر فجأة أثناء القيادة. الالتزام بالجدول ليس رفاهية، بل استثمار ذكي يحافظ على سيارتك في أفضل حالاتها.
الإهمال وعدم تغيير السوائل والفلاتر
تعتمد السيارة على مجموعة من السوائل الأساسية لتشغيل أنظمتها وحماية مكوناتها من التلف، مثل زيت المحرك، وسائل التبريد، وزيت الفرامل وغيرها. لذلك، فحص هذه السوائل بانتظام وتبديلها في مواعيدها ضروري للحفاظ على أداء السيارة وثباتها على الطريق. كما أن الفلاتر تلعب دوراً مهماً في تنقية الهواء والزيت والوقود، وإهمال تغييرها يؤدي إلى تراكم الأوساخ داخل الأنظمة الحيوية للمركبة.
للأسف، تشير الإحصاءات إلى أن نحو 50% من السائقين لا يقومون بتفقد مستوى سائل التبريد في سياراتهم، مما يؤدي غالباً إلى ارتفاع حرارة المحرك ومشاكل خطيرة لاحقاً. لذا لا تؤجل هذا النوع من الصيانة، فبضع دقائق من التفقد المنتظم قد تجنبك أعطالاً مكلفة وتطيل عمر سيارتك بشكل كبير.
مخاطر إهمال الإطارات
الإطارات من أكثر أجزاء السيارة تعرضاً للتآكل، ومع ذلك فهي من أكثر العناصر التي يتم تجاهلها. فحص الإطارات بانتظام أمر ضروري للتأكد من سلامتها وضغطها الصحيح، لأن الإطارات غير المنفوخة بشكل كافٍ تتآكل بسرعة أكبر، مما يجبرك على استبدالها مبكراً، كما أنها تؤثر سلباً على استقرار السيارة واستهلاك الوقود وحتى على مستوى الأمان أثناء القيادة.
بحسب الاستطلاعات، حوالي 38% من السائقين لم يقوموا بفحص ضغط الإطارات منذ أكثر من عام، إما بسبب الانشغال أو الإهمال، وهو خطأ قد تكون نتائجه خطيرة. لذلك، خصص بضع دقائق كل فترة لتفقد الإطارات والتأكد من حالتها، فذلك يحافظ على سلامتك ويوفر عليك تكاليف كبيرة مستقبلاً.
الاهتمام بالسيارة لا يحتاج مجهوداً كبيراً، فقط بعض العناية الدورية والانتباه للإشارات التي تعطيها لك. فكل فحص بسيط أو صيانة في وقتها يمكن أن يجنبك أعطالاً مكلفة ويضمن لك قيادة آمنة ومريحة على المدى الطويل.